لم يكن يوما عادياً ولم تكن احداث تلك الفترة بالعادية لذلك كان على اسامة ان يخترق عدة حواجز ليصل في الزمان والمكان , انتظر مع المنتظرين حتى اقترب الدور الذي تمناه فجاء جندي مدجج بكل تحصين ممكن لموقع طبيعي ولكن هذا التحصين كان يكسي ذلك الجندي من اخمص رأسه حتى قدميه .
كان وراء الجندي مجندة تنفث دخان سيجارتها في رأس الجندي تلك الانثي لم تكن إلا شيطان يستفز كل من كان يقف بالطابور وكانت تنادي بأعلى صوتها على المنتظرين نافذي الصبر " انت ياخمار " عربيم ملوخلخيم بمعنى عرب قذرين اقترب أسامة من الجندي رافعاً ملابسه العليا ليكشف عن بطنه ولكن ذلك لم يروي حقد المجندة فطلبت من أسامة أن ينزل سرواليه , نظر أسامة خلفه حيث أن تدافع الناس قذف به داخل بوابة الحلابة رغم انفه وهنا استقبلته المجندة بأن مجت السيجارة في وجهه , انقض اسامة على عنق المجندة بكل قوته وكان شاباً قوياً .
فاستطاع ان يكسر عنقها ولم يتركها إلا جثة باردة أما المجند فكان في حالة ذعر لدرجة أنه انهار رافعاً يديه مستصرخاً اسامة مستغيثاً " حرام خبيبي " ولكن أسامة لم يعرف الحب منذ العام 1975 يوم ميلاده ذلك اليوم المشؤوم الذي قتل فيه والده وفارقت والدته على أحد حواجز قطاع غزة " أبو هولي " ترعرع أسامة يتيماً في بيت جده حيث ان والده كان مطروداً ومطلوباً ووجد مصيره على ذلك الحاجز المشؤوم حيث ان سيارة الاسعاف لم تشفع له ولا لامه الحامل في حالة وضع إلا أن تفرغ رصاصات الحقد في تلك الفريسة أو ذلك الأسد وكان يدعى سيف الدين .
في ذلك الجو المليئ بالتخاذل والانحطاط العربي والإسلامي ترعرع اسامة على حب والديه وحب وطنه الذي لن يرى منه الا ما جاد به اللئام على الطعام حيث المستوطنات كانت تقطع اوصال الوطن في تلك الأحوال المليئة بالكفاف والجفاف ترعرع اسدنا أسامة ولكن الرجال الرجال تجعل من المصائب حافزاً للنصر والصبر امتشق اسامة بندقية المجندة حيث كان مدرباً ويعمل في صفوف المقاومة الفلسطينية وأفرغ رصاصة واحدة في رأس المجند المهزوم فسربله بالدماء وكانت الفعلة العظيمة السريعة التي سلبت العدو عامل المفاجئة والمبادرة أعظم من كل اللحظات وأحلى من كل المرارة رأى أسامة في تلك البرهة روح والده تحلق من جديد وحنان امه يحتضنه وكأنه طفل رضيع , لم يضيع أسامة كثيراً من الوقت
طلب من جمهور المنتظرين لدخول البوابة إلى الجانب الأخر العودة بسرعة تدافع الناس مدبرين ولكن أسامة أقبل ومعه سلاحين سلاح الإيمان وسلاح المجند والمجندة وهنا جاءت الأمدادت والتعزيز ولكن أسامة أستطاع أن يتمترس خلف الجندي والمجندة وكأنهم كيس رملي وبدأ يتعامل مع أليات وجنود العدو وأستطاع أن يقتل ثلاث جنود ويصيب أخرين قبل أن تتمكن رصاصة من اختراق جبينه الأشم , شاهد الناس تلك الحادثة فكان المكان و الزمان هو الجنة , وصل أسامة سريعاً ولم يتأخر وصدق الوعد